 |
* معنى العبث فى المسرح:
مسرح العبث أو المسرح العبثي (Theater of Absurd) هو مصطلح تم صياغته على يد الناقد "مارتن إسلين / Martin Esslin"
من خلال المؤلفات من مسرحياته التي كتبت معظمها مابين
الخمسينات والستينات
من القرن العشرين.
|
تم اشتقاق المصطلح نفسه من مقالة للفيلسوف الفرنسي
"ألبير كامو / Albert Camus”
بعنوان
“Myth of Sisyphus”
التي كتبت عام 1942، حيث قدم فيها الموقف الإنساني بشكل أساسي على
أنه موقفاً عبثياً لا معنى له.
النشاز أو اللامعنى هو ترجمة كلمة (Absurd). |
وتوالت الأعمال والمؤلفات من قبل الكتاب لاستخدام هذا المصطلح بما
ينطوي عليه من معنى عدم الجدوى واللامعقول، فنجد المغزى العبثي فى
مسرحيات "صمويل بيكيت، آرثر آداموف، يوجين يونسكو، جين جينيت، هارولد بنتر":
“Samuel Beckett,
Arthur Adamov,
Eugene Ionesco,
Jean Genet &
Harold Pinter”
وغيرهم من الكتاب الآخرين الذين اشتركوا فى فكرة أن الإنسان يقطن
فى هذا الكون بدون أن تكون المفاتيح بحوزته، وأن وجوده هذا بلا
هدف، وفى نفس الوقت هو وجود مهدد.
* نشأة المسرح العبثى:
وعن أصول مسرح العبث ونشأته، فهي ترجع إلى الرواد الأوائل الذين
قاموا بتطبيق فكره لأول مرة فى الفنون ما بين العشرينات
والثلاثينات من القرن العشرين والذين يطلق عليهم “Avant-garde”.
نشأة المسرح العبثي:
أما النشأة الحقيقية فكانت
فى الخمسينيات فى القرن العشرين.
هذا المسرح تأُثر بقوة بما مر به الشعوب من فزع ومخاوف من جراء
الحرب العالمية الثانية والذي سُمي بـ "كرب ما بعد المآسي / Traumatic
experience".
المزيد
عن تعريف كرب ما بعد المآسي والتعرف بماهيته ..
هذه الحرب أكدت على انعدام القيم وزعزعت أية مواثيق وركزت على أن
الوجود الإنساني ليس له معنى. وكرب الحياة منذ عام 1945 تحت تهديد
العدوان النووي بدا وكأنه عامل هام ساهم فى ظهور مسرح جديد. ليس
هذا فحسب، فصراع الحرب العالمية الثانية الذي زُرع بداخل كل إنسان
والمخاوف التي اعترته لم تكن السبب الوحيد وراء ظهور الأنواع
الجديدة من المسرح وفى مقدمتها المسرح العبثي وإنما كانت توجد
عوامل أخرى منها ردود الفعل تجاه اختفاء البعد الديني من الحياة
المعاصرة. فجاء المسرح العبثي ليكون بمثابة محاولة لاستعادة أهمية
الأساطير لعصرنا الذي نعيشه، وذلك بجعل الإنسان على دراية بالحقائق
المستقبلية له .. من خلال الغرس بداخل النفس الإحساس المفقود
بالدهشة الكونية والمعاناة البدائية.
* سمات مسرح العبث:
ونجد أن المسرح العبثي من أجل أن يحقق الرسالة التي يرمى
إليها، كان يسلك طريقة توجيه الصدمة للشخص بحيث يخرج عن نطاق حياته
اليومية التقليدية المريحة، وضمنياً يجعله إنسان مبتذل فى كافة
تصرفاته. لذا فإن مسرح العبث هو شكل من أشكال الأعمال الفنية
المبتكرة وغير المعتاد عليها، يجعل المتفرج يحملق معه من الدهشة
والاستغراب، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وما تلاها من
مفاهيم سلبية مثل عدم وجود معنى لحياة الإنسان كان لابد من الخروج
عن النماذج التقليدية للفنون التي فقدت قوتها الإقناعية .. وبمعنى
آخر يمكن القول بأن المسرح العبثي ما هو إلا تمرد
على المسرح التقليدي .. أجل فهو "مسرح ضد المسرح"،
مسرح تغلب عليه السمات التالية:
- عدم المنطقية (غير عقلاني).
- مسرح بلا صراع.
- مسرح بلا حبكة بعيدة عن المنطق ليس لها معنى، والأفكار غير
متسلسلة وغير منطقية.
- الحوار ليس محكماً.
- اللغة فى المسرح العبثي:
- ومن السمات الأخرى التي تميزه وجود اللغة التي لا توجد ثقة
بمعانيه كوسيلة من وسائل الاتصال المتعارف عليها، بل
وأصبحت أداة اصطلاحية أو تقليدية "كليشيه" نمطية لا معنى لها.
والكلمات فشلت فى التعبير عن جوهر تجربة أو خبرة الإنسان ولم تعد
قادرة على تخلل وراء كل ما هو سطحي، وسواء مع بدايات تقديم العبثية
فى المسرح أو بعد مرور الخبرات فى تناولها فإن المسرح العبثي يقدم
هجوماً ضارياً على اللغة والتي يظهرها على أنها أداة لا يمكن
الاعتماد عليها، وأنها غير كافية لاستخدامها كوسيلة من وسائل
الاتصال. وكما سبق وأن أشرنا أن دراما العبث تستخدم كلاماً
اصطلاحياً (Conventionalized speech)،
وشعارات ولغة فنية تكون مشوشة فى بعض الأحيان ومتضادة فى الأحيان
الأخرى. وبتقديم السخرية فى الأنماط الكلامية الاصطلاحية، فإن
المسرح العبثي يحاول أن يجعل الأشخاص على دراية بإمكانية الغوص
فيما وراء الحديث اليومي .. والكلام الاصطلاحي من وظيفته أنه يعمل
كحاجز بين النفس وبين الحقيقة التي يوجد عليها العالم، ومن أجل
الاتصال المباشر بالحقيقة الطبيعية فمن الضروري أن تهمل الإيماءات
الكاذبة للغة الاصطلاحية .. أي أنه مسرح يذهب فيما وراء اللغة.
الحوار أقرب إلى المونولوج الداخلي، معبراً عن الصمت كما
أنه مبتوراً غامض مبهم وتعوزه الموضوعية. لا يوجد تواصل بين
الشخصيات، ويمكن التعبير بشكل آخر أن اللغة فى المسرح العبثي هو
تأكيد لفشلها وعجزها فى تحقيق التواصل الإنساني بين البشر.
كما أنه تم التلاعب بألفاظ اللغة فى المسرح العبثي من أجل
الإيماء إلى السخرية التي توحي بالمفارقات اللغوية، وخير مثال على
ذلك التقارب السمعي بين لفظي (Macbeth& Macbett)
ماكبث وماكبت والذي استوحاه "يوجين يونسكو" من
مسرحية "ماكبث" الشهيرة للأديب "ويليام شكسبير".
السخرية كأداة من أدوات المسرح العبثي والتي تتمثل فى
استخدام التلاعب بالألفاظ أو بإحداث التوتر الذي يقدم السخرية
بدوره.
اللغة متعددة المعاني وليس كلغة المسرح التقليدي أحادية المعنى.
المزيد عن اليوم العالمى للغة العربية ..
- العنصر الدرامي فى العبث ينصب على مفهوم "اللاوجودية"، التي تهدم
المنطق وتلغيه، وتعترف بالشيء المستحيل غير المقبول وغير المتوقع
منطقياً. وطبقاً لعالم النفس "سيجموند فرويد / Sigmund
Freud":
"من الممكن الاستمتاع بإحساس الحرية عندما نكون قادرين على
ترك سترة المنطق"
وقد أشار إلى سترة المنطق بالمصطلح الإنجليزي (Straitjacket of logic)،
وهى سترة المجانين أو المساجين لتقييد الحركة. وبما أن المسرح
العبثي ضد المعقولية أو هو "مسرح اللامعقول" فهو يدحضها لأنه يشعر
بأن الفكر العقلاني مثل اللغة يتعامل فقط بسطحية مع الأشياء، وعلى
الجانب الآخر يقدم مفهوم الحرية المسممة حيث يجعل الشخص على صلة
بجوهر الحياة وهنا ينشأ ضرب من الكوميديا الهائلة.
- لا يوجد صراع فى حبكة مسرحيات الدراما العبثية،
وعلى الرغم من أن الشخصيات تؤدى أدوارها باهتياج شديد فهذا يؤكد
على حقيقة انه لا يوجد شيء يحدث لكي يغير من وجودهم .. فالدراما
العبثية هو بيان غنائي مثل الموسيقى إلى حد كبير.
- المسرح العبثي هو مسرح المواقف على عكس المسرح التقليدي الذي
يوصف بأنه مسرح الأحداث المتتابعة .. فالعبثي يقدم صور شعرية لهذا
فهو يعتمد على أو يستخدم بشكل كبير الأحداث المرئية والحركية
والضوئية. وعلى عكس المسرح التقليدي فإذا كانت اللغة هي الحاكمة
فيه، إلا أنها فى المسرح العبثي تعتبر إحدى المكونات لأبعاده
المتعددة التي تقدم صور شعرية فى النهاية. فالمسرح العبثي هو مسرح
غنائي فى المجمل، يستخدم المؤثرات المجردة التي كانت مستوحاة من
الفنون المسرحية الأخرى الشائعة لكن أُضفيت عليها بعض التعديلات
مثل: فن الباليه، المَيم (Mime)
وهى مسرحية قديمة تمثل مشاهد من الحياة بأسلوب ساخر مضحك بالإضافة
إلى الأفلام الصامتة والكوميدية وبالمثل عادة الكلام الشفهي الذي
ليس له معنى فى أول فيلم بالصوت للوريل وهاردى (Laurel &Hardy)
.. فكل ذلك يؤكد على أهمية الخبرات المرئية وأن دور اللغة ثانوياً
وهو فى الوقت ذاته الهدف الأساسي من وراء نشأة هذا النوع من المسرح
لخلق رؤية تقترن بعالم الأحلام.
المزيد عن المسرح ..
المزيد عن اليوم العالمى للمسرح
..
- استخدام الرمز
فى المسرح العبثي، وخير مثال على ذلك مسرحية "بيكيت" فى انتظار
جودو / Waiting For Godot:
"فى انتظار جودو" لصمويل بيكيت من أكثر أمثلة للمسرح العبثي شهرة،
والتي تتبنى الفكرة التي قام عليها مفهوم العبث ألا وهو غياب القدر
أو المطلق الذي يتمثل فى غياب "جودوو".
- تعاظم شأن الديكور من خلال العناصر المرئية الملموسة تعطى إيحاء
باتجاه ميتافيزيقي (الفلسفات التي تفسر ما وراء الطبيعة)،
أو اللجوء إلى الحركة الصامتة (البنتوميم).
- البناء الدرامي:
تحررت المسرحيات العبثية من بنائها التقليدي الذي يتمثل فى البداية
والعقدة والحل، حيث تعددت العقد لكنه لا يُقدم لها حل .. وجود صراع
بلا بداية أو نهاية، لا يوجد إحساس بالزمن. توجد لغة الصمت كما سبق
وأن أشرنا إليها فى شكل اللغة المقدمة فى المسرح العبثي والتي تعطى
للمشاهد حافز للدهشة أو الإعجاب بل وتقوده إلى التفكير العميق.
- المزج بين الكوميديا والتراجيديا (التراجيكوميديا) فى المسرح
العبثي:
كانت المسرحيات العبثية تميل إلى الطابع الكوميدي للوصول إلى عقل
المتفرج، ومن هنا يتأكد للجميع أن مسرح العبث ما هو إلا دراما تمثل
طبيعة مصطنعة لا تعكس الواقع وإنما تحلله من أجل كشف الزيف والوصول
إلى حقيقة أن الواقع مؤلم.
التراجيكوميدي وهو بناء المسرحية على حدود الحماسة والفكاهة
سوياً، وهو فى نفس الوقت ليس توحيداً ميكانيكاً للكوميديا
والتراجيديا بقدر ما هو إيماءة لضرورة وجودهما جنباً إلى جنب.
فالتراجيديا متعلقة بالواقع والكون والحقائق من الحياة أو الموت أي
أنها تتعلق بالمسائل الأبدية أما الكوميديا فهي متعلقة بالمسائل
الذاتية التى تتصل بالإنسان ومشاعره.
- دور المرأة فى المسرحيات العبثية ليس كدور الرجل بل هي أقل منه
شأناً وتميل إلى الكآبة.
- غياب عناصر المسرح التقليدية فلا مكان ولا زمان فى المسرح
العبثي.
- التخلي عن الإنسان النموذج (البطل)، بل نكرة فى العمل المسرحي
حيث يظهر بلا فعل وانفعال.
- خشبة المسرح والجمهور، يجلس الجمهور أمام خشبة المسرح لكي يرى
نافذة أو مرآة وليس خشبة بالمعنى التقليدي للمسرح الكلاسيكي.
وكما هو متوقع كان استقبال هذا النوع الجديد من الفن بعدم فهم وعدم
قبول.
* أشكال الدراما العبثية:
توجد أنماط عديدة للدراما العبثية، حيث أن كل نمط منها يقدم
مفهوم ومغزى معين .. ولكل شكل كتابه المتمرسين.
1- النمط الشعري الذي ليس له معنى: قام العديد من
الشعراء الجادين بكتابة الشعر الذي ليس معنى له فى بعض الأحيان،
وكان من أعظم الشعراء الذين لعبوا دوراً هاماً فى تأليف العديد من
الأشعار بهذه النوعية هو الشاعر الألماني "كريستيان مورجيرنستيرن
1871 - 1914/Christian Morgernstern".
2- نمط الخرافة والأحلام: وكانت الرؤية التي تقدم من خلال
هذا النمط على أن العالم مسرح وأن الحياة ما هي إلا حلم، وترجع هذه
الرؤية إلى عصر الملكة "إليزابيث" الأولى.
كما أن عنصر الفانتازيا انتشر وساد، وقد عكست دراما "باروك/Baroque" هذا النمط الدرامي. وفى بعض الأعمال الأدبية فى القرن الثامن والتاسع
عشر حدث تغير مفاجىء للشخصيات بالإضافة إلى التحولات المذهلة فى
الزمان والمكان .. وتم بلورة الكثير من الأحلام فى أعمال مسرحية
والتي قد انتظرت مجيء الكاتب "ستريندبيرج/Strindberg" لكي يجسد
هذه الأحلام ويخرج الإحساس بالاضطهاد من النفس البشرية لكي يكون كل
ذلك مجتمعاً المصدر المباشر الذي يستقى منه المسرح العبثي أحداثه.
ومن وجهة نظر الكاتب "مرسيا إلياد/Mircea Eliade"
فإن الأساطير لم تختفي كلية على مستوى التجربة الفردية، ولذا بحث
المسرح العبثي للتعبير عن الشغف الإنساني لأسطورة فردية لها فاعلية
عامة والتي تنبأ بها المؤلفون السابقون.
3- نمط رواد المسرح الأوربي فى القرن العشرين:
بالنسبة لرواد المسرح الفرنسى، فإن الأساطير والأحلام التى كانت
لها أهمية خاصة عندهم، فقد اعتمدوا على مفاهيم "سيجموند فرويد"
التى تولى اهتماماً خاصاً لدور العقل الباطن. وكان هدف هؤلاء
الرواد أن يرتفع فنهم إلى مرتبة عالية تصل إلى حد الواقع وليس فقط
تقليد الظاهر أو محاكاته. ولذا أكد "أبولينير/Apollinaire"
على أن يكون الفن واقعى أكثر من واقعية الحقيقة ويتعامل مع الجوهر
وليس الظاهر.
واعترفت السيريالية الفرنسية على الجانب الآخر (Surrealism)
بأن العقل الباطن هو قوى عظيمة وإيجابية يكمن فيه العلاج ..
ما هى السيريالية؟
ومع ذلك، فإن مساهمتها فى قطاع الدراما ضئيل، وبالفعل يمكن القول
بأن المسرح العبثي للفترة ما بين الخمسينات والستينات هو التحقيق
العملى والمتأخر فى الوقت ذاته للمبادىء التى شكلها أو وضعها
السيرياليون عندما ظهروا فى اوائل الثلاثينات. والكتابات المتصلة
بذلك والتى لها أهمية خاصة تلك التى ألفها "أنتونين
آرتو/Antonin Artaud"
حيث رفض "أرتود" الواقعية فى المسرح وتبنى رؤية الخرافة وجمال
السحر والقوى الخارقة، ونادى بالرجوع إلى الأسطورة والسحر من أجل
مواجهة الصراع الداخلى فى عقل الإنسان. ومن وجهة نظره ، لابد أن
يطارد المسرح العالم الداخلى حيث يقوم الممثل بتقديم حركات
وإيماءات (لغة بدون كلام) حتى الإضاءة لابد وأن تعبر عن هذه
الإيماءات. كما تقر وجهة نظره بأنه لابد وأن يعبر هذا النوع
المسرحى عن اللغة غير القادرة على صياغتها فى صورة كلمات، وقد شكل "أرتود" همزة وصل بين رواد المسرح العبثى أثناء الحرب وبين رواد
المسرح ما بعد الحرب العالمية الثانية.
المفهوم الذي يقدمه المسرح العبثي:
أن الحياة بلا هدف، وإجبار الإنسان على وعى الواقع الحقيقي
لوضعه، وهو نوع من الدراما المتمردة على الحياة.
الوقت الذى تمت كتابة أولى المسرحيات العبثية وتم تمثيلها على خشبة
المسرح الأروبى الغربى فى أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات، فإن
شعوب دول أوربا الشرقية وجدوا أنفسهم يُزج بهم فجأة فى عالم أصبحت
العبثية فيه جزأ لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وبالمثل على هذا
النحو المفاجىء وجد كل شخص نفسه أنه ليس بحاجة إلى أن يكون مفكر
يتأمل من أجل أن يتعايش مع مفهوم العبثية لأن خبرة المرور بها
أصبحت جزء مكمل لوجوده. وفى محاولات "هتلر/Hitler"
لهزيمة روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد أُعطيت الفرصة
الفريدة لها من أجل نشر نفوذها كما أنها كانت سبباً فى ظهور
الاشتراكية (Socialism)
شعار السوفيت. وفى السنوات الأخيرة" حول "ستالين/Stalin"
دفة الحرب بدلاً من حرب لهزيمة النازية إلى حرب لهزيمة أوربا
المركزية وحرب لتقسيمها. وأثناء اقتفاء أثر قوات "هتلر" المتراجعة
ومطاردتها خطط الجيش الروسى لدخول دول أوربا المركزية والبقاء
هناك، وقد مكنت قوة الجيش الروسى "ستالين" من إقامة حكم سوفيتى قوى
خضعت له الدول الأوربية وأُجبرت على إحداث تغيير سياسى واقتصادى
بها.
وقد ألقى المسرح العبثى فى أوربا الغربية الضوء على وركز على حيرة
الإنسان وارتباكه والتى استقاها من حقيقة أن الإنسان ليس لديه
إجابات عن الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالوجود، ألا وهى:
- لماذا نعيش؟
- لماذا سنموت؟
- لماذا يوجد ظلم ومعاناة؟
فى حين أدعت بفخر واعتزاز الاشتراكية السوفيتية فى أوربا
الشرقية لها إجابات على كل هذه الأسئلة السابقة المتعلقة بالوجود.
بل وعلاوة على ذلك، فهى قادرة على محو المعاناة ومحو الظلم وتحقيق
العدل والتى بدت وكأنها صيغة مبسطة وتركيبة سهلة التحقق والتى
تتمثل فى "الماركسية/Marxism".
لكنها كانت فى واقع الأمر تركيبة مدمرة ومخربة لأنها لم تستطع
تقديم إجابات عن الأسئلة الوجودية وإن قدمت فهى إجابات كانت فى
مرتبة أقل من حيث واقعيتها إذا ما قورنت بإجابات الأنظمة الفلسفية
الأكثر تعقيداً للغرب الأوربى، كما أن تطبيق مبادئها بالقوة حمل فى
طياتها معاناة أكثر وأكثر. وظهر منذ البداية واتضح أن هذه التركيبة
المبسطة أنها "عبثية غير معقولة"، وقد تم صياغتها من أجل السيطرة
على كافة أوجه الحياة، لكن حينها توقع الكثيرون أنها سوف تشكل
حياتهم بشكل راقٍ
ليستمتعون بها .. وكان إثم كبير أن يشك أى شخص فى مبدأ الاشتراكية
السوفيتية إذا كان مواطناً بأوربا الشرقية.
والحقيقة التى تكمن وراء الصيغة الاستبدادية للماركسية هو للسيطرة
على حياة الملايين من الأفراد وإجبارهم على التصرف ضد طبيعتهم
البشرية، وبذلك يكون السوفيت قد استطاعوا نشر فكر القلة من أفراد
فى الغرب للكثرة من مواطنى الشرق. وهذا لا يدعو للقول بأن الحياة
العبثية فى الغرب كانت تختلف عن تلك التى توجد فى الشرق فكلا
الجبهتين نشأ العبث لديهم من موقف الإنسان الغموضى تجاه الكون.
كما يمكننا القول بأن المسرح العبثى الغربى هو نوع من أنواع
التعبير عن الإحباط والغضب لدى البعض من المفكرين تجاه حقيقة أن
الإنسان يبدو وكأنه يعيش كدرجة ثانية وذلك إما بالاختيار المتعمد
أو لأنه لا يعرف ما الأفضل بالنسبة له .. أو لأنه ليس لديه فكرة
على الإطلاق كيف يقوم بمساعدة نفسه أو غير متوافر لديه مثل هذه
المقدرة وليس الجهل بها فقط، وهنا تختلط مشاعر الإحباط واليأس.
المزيد
عن الغضب ..
أما ظهور المسرح العبثى
الشرقى فكان مرتبطاً بفترة تنفس الصعداء التى تلت موت "ستالين"،
لأنه فى العقد الأول من تعهد الاشتراكية بالسلطة كان من المستحيل
لأى شخص أن يكتب أى شىء حتى ولو من بعيد عن خبراته فى الحياة وإذا
أقدم الشخص على فعل ذلك يكون سبباً فى حياة بلا أمان له، والفنون
وبالمثل كافة أوجه الحياة كانت خاضعة للسيطرة السياسية. وكانت
الأفلام المصورة فى هذه الفترة لا تعبر قصصها إلا عن العمال
السعداء فى مجال الحديد أو عن سائق الجرار الذى يقع فى حب فتاة
ويصبح عضواً فى الحزب الاشتراكى .. فكانت جميع الفنون مكبلة وفى
حالة تحفظ تام.
وبعد أعوام من وفاة "ستالين" فى عام 1953، تغيرت الحياة إلى الأفضل
قليلاً ولكن ببطء، وشهد عام 1956 محاولتين ضخمتين لتطبيق مذهب
"الحرية/Liberalization"
داخل الكتلة السوفيتية. هُزِمت الثورة المجرية بينما حاول حزب
الاعتدال البولندى أن يقدم حالة السواء فى البلاد والتى دامت
لعدة سنوات، فى حين أن تشيكوسلوفاكيا لم تشهد أول تغير أو أول تخلى
عن التحفظ إلا فى نهاية الخمسينات، ولم يبدأ تطبيق مذهب الحرية فى
أخذ شكله النمطى حتى عام 1962 – 1963. وشهدت فترة الستينات كتابة
أولى المسرحيات العبثية وتم تمثيلها فى أوربا الشرقية، وأصبح
المسرح العبثى مقتصراً فقط على دولتين أوربيتين فى الشرق وهما
بولندا وتشيكوسلوفاكيا (التى شهدتا تطبيق مذهب الحرية).
كان ظهور المسرح العبثي فى الشرق مستوحى من الدراما العبثية
الغربية، إلا أنها كنت تختلف فى الشكل والمعنى والتأثير.
وعلى الرغم من معرفة كتاب المسرح والمخرجين فى أوربا الشرقية
بالعديد من المسرحيات العبثية الغربية من منتصف الخمسينات حتى
نهايتها إلا أنها لم تمثل أو تترجم فى المسرح الشرقى حتى منتصف
الستينات، وكانت الأسباب وراء ذلك متعددة:
أولها -
لأنه تم اعتبار الدراما العبثية فى أوربا الغربية من قبل طبقة
الموظفين فى أوربا الشرقية صورة مصغرة أو مثال لانحطاط الطبقة
البورجوازية الرأسمالية فى أوربا الغربية، وكنتيجة لذلك فإن مخرجى
أوربا الشرقية كانوا حذرين من إنتاج مسرحية مدانة، وأن مثل هذا
العمل سوف يؤثر على مهنتهم بشكل دائم ويمنعهم من العمل فى المسرح
مرة أخرى. وكان يشار إلى المسرحيات العبثية الغربية على أنها غير
واقعية وتتبنى مذهب العدمية (وجهة نظر أو مذهب يقول بان القيم
والمعتقدات التقليدية لا أساس لها من الصحة وأن الوجود لا معنى له)
وخاصة بعدما قام كينيث تاينان Kenneth Tynan ” بمهاجمة "يونسكو"
بوصفه رائد عدم الواقعية، وهذا الهجوم اُستخدم تكراراً من قبل طبقة
الموظفين فى أوربا الشرقية لإدانة مسرحيات الغرب.
ثانيها -
بعد مرور عقد أو أكثر من الانحراف عن الواقعية المتحفظة كانت هناك
مخاوف بين المخرجين المسرحيين بأن المسرحيات العبثية فى المسرح
الغربى قد لا يلتفت إليها العامة وأنها سوف تصبح مقتصرة على فئة
قليلة فقط.
ثالثها -
كان هناك جو من التفاؤل فى أوربا الشرقية فى نهاية الخمسينات
وبداية الستينات بموت الطاغية "ستالين"، حيث كان الإحساس بالحياة
تحت سيطرته مروع .. وبموت الديكتاتور مرت الأوقات الصعبة وأصبحت
الحرية هى المنتشرة .. وثبت أن الظلم والقصور فى أنظمة أوربا
الشرقية كان بسبب الضعف البشرى أكثر من كونه أمور خارجة عن الإرادة
فبالجهود الصادقة والقوية من جانب الإنسان يكون قادراً على تصحيح
كل ما هو خاطىء .. وانبعاثاً من وجهة النظر هذه تمت رؤية المسرحيات
العبثية فى الغرب على أنها مدعاة للتشاؤم وهو الفكر المضاد لما هو
سائد حينها فى أوربا الشرقية بعد التحرر من ظلم "ستالين"، كما أنها
مسرحيات سلبية ومدمرة.
وقد أثير الجدل فى هذا الصدد على أنه يوجد فارق بين المسرح
العبثى فى الغرب عنه فى الشرق من خلال وجهات النظر التالية:
المسرح الغربى العبثى هو مسرح كان يسجل عبثية الوجود الإنسانى على
أنها حالة ثابتة وغير قابلة للتغير، وأنه ناتج عن التفكك المستمر
للرأسمالية. وأن مسرحيات العبث الغربى ليس لها صلة بأوربا الشرقية،
حيث أن المجتمع الاشتراكى هناك وجد (حسب إدعائه) كل الإجابات التى
تخص سلوك الإنسان ومعنى حياته بوجه عام.
وعلى خلاف نظيرتها فى الغرب، فإن الدراما العبثية الشرقية تهدف إلى
النقد البناء للتشوه الذى أحدثته الماركسية من قبل "ستالين" .. وما
كانت تهدف إليه المسرحيات العبثية فى الشرق هو إزالة البثرات
الصغيرة من وجه الماركسية – وهذا ما تم فعله بسهولة.
ولاحقاً استطاع بعض النقاد من الإشارة إلى أن الدراما العبثية
الغربية لم تكن هدامة أو عدمية بل أنها لعبت نفس الدور البناء الذى
حاولت الدراما الشرقية لعبه.
وفى هذه المرحلة، تم إدراك أن التحليل الماركسى الليبرالى للدراما
العبثية الشرقية كان خاطئاً مثل نظيره الغربى، وتم رؤية المسرح فى
أوربا الشرقية على أنه تعليق على أحوال البشر بوجه عام وهنا تكون
الصلة وطيدة بينه وبين المسرح فى أوربا الغريبة.
وفى بعض المناسبات القليلة جداً تم أداء المسرحيات العبثية فى
الغرب على مسارح الشرق، وهنا اكتشف المشاهدين الصلة الوثيقة بين
المسرحين، ومنها على سبيل المثال إخراج مسرحية "فى انتظار جودو/Waiting
for Godot"
فى بولندا عام 1956 وفى سلوفاكيا عام 1969، حيث أكد المشاهد على
أنها مسرحية تدعو للمظاهرة السياسية .. وأنها مسرحية تدعو إلى
الأمل "أمل مضاد للأمل".
ومن الفروقات الأخرى التى أثيرت حول المسرحين، أن المسرح العبثى
الغربى كان انتشاره فى نهاية الستينات أما الشرقى فكانت الكتابات
الأصلية فى السبعينات.
ونجد أن المشاهد فى كلا المسرحين يشعر بوحدة الرسالة التى تكمن
وراء المضمون إلا أن مسرح الشرق كان قادراً على نقل الفكرة بشكل
أكثر تأكيداً نتيجة للخبرات اليومية المتعددة للعبثية التى تحيط
به.
مسرحيات الغرب تتعامل مع التنبؤات لفرد أو لمجموعة من الأفراد فى
موقف تجريدى وميتافيزيقى،
أما مسرحيات الشرق فهى تمثل الفرد الذى وقع فى شباك الأنظمة
الاجتماعية الواقعية.
السياق الاجتماعى فى المسرح الغربى نظرى ومقهور ومكبوت، أما فى
المسرح الشرقى فهو صلب وواقعى وتغطيه استعارات شفافة.
تأثر مسرح العبث بفلسفة الوجودية (وهى الفلسفة التي تؤكد
على حرية الفرد ومسئوليته وتعلى من قيمة الإنسان).
الوجودية ومسرح العبث يقران باغتراب الإنسان.
فى نهاية الستينات تحول الوضع فى أوربا الشرقية إلى الأسوأ بعد غزو
تشيكوسلوفاكيا فى عام 1968 وأصبح من الواضح أن روسيا لا تسامح أو
تقبل الحرية الكاملة لدول أوربا الشرقية، وتحول العصر مرة أخرى إلى
عصر "ستالين الجديد" وكُبحت الفنون واضطر العديد من الفنانين
بالقوة إلى ترك البلاد ومغادرتها (تشيكوسلوفاكيا). وعلى الرغم من
ذلك قام العديد من المؤلفين الذين تم منعهم من الكتابة باستئنافها
وقاموا بعرضها على مسارح الغرب لليقين الذى يوجد لديهم باستحالة
عرض إنتاجهم فى البلاد.
وكان الأمر بخلاف ذلك فى بولندا، حيث استمر الكتاب المسرحيين فى
إنتاج أعمالهم الأدبية وأدائها داخل حدود البلاد بدون أية قيود،
وكان من المثير أيضاً أن كتاب الدراما العبثية فى الغرب يساندون
نظرائهم فى الشرق من خلال تبنى فكرة الدفاع عن القيم الإنسانية
الأساسية وأظهروا وحدة مع زملائهم فى الشرق.
ومن أمثلة ذلك، قام الكاتب المشهور "يوجين يونسكو/Eugene Ionesco"
بتقديم أفكاره المنصبة على عدم الثقة فى المبادىء السياسية وكان
ينقل على ألسنة أبطال أعماله لغة المؤسسات السياسية. أما "هارولد
بنتر/Harold Pinter"
الذى شارك فى إخراج أحد مسرحيات "هافيل/"Havel
للراديو فى السبعينات، كان يتحدث تكراراً بخصوص تأييد الكتاب فى
الشرق الأوربى، ونجد دور "صامويل بيكيت/Samuel
Beckett"
الذى كتب قصة قصيرة أهداها إلى "هافيل" وتم تمثيلها على المسرح فى
فرنسا فى عام 1984 أثناء احتفالية بجامعة تولوز
(Toulouse)
التى أهدت "هافيل" دكتوراه شرفية حينها.
* المسرح العبثي فى مصر:
اختلفت نظرة الكتاب العرب لمسرح العبث الذين يقرون بأنه ليس مسرحاً
لا معقولاً .. فهو ليس منافٍ للعقل أو المنطق بمعنى أدق. والفارق
يتضح بأن حياتنا عابثة أي "عبث الحياة التي نعيشها".
من رواد العبث فى العالم العربي: الشاعر/ صلاح عبد
الصبور والأديب/توفيق الحكيم. ومن الأمثلة
على كتابات المسرح العبثي عند العرب مسرحية "يا
طالع الشجرة" للأديب المصري الكبير "توفيق الحكيم" والتي وُصفت
بأنها محاولة عظيمة لتقريب مفهوم المسرح العبثي للقارىء العربي.
- صلاح عبد الصبور:
الشاعر المصرى "محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى" وُلد
بمحافظة الشرقية فى 3 مايو عام 1931 وتوفى فى 13 أغسطس عام 1981.
التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة "قسم اللغة العربية" عام 1947
وتخرج منها عام 1951 ليعمل مدرساً للغة العربية فى بداية حياته
العملية لكنه لم يستطع الاستمرار فى التدريس فانتقل للعمل بالصحافة
فى مجلة روزاليوسف وتدرج فى المناصب إلى أن وصل إلى منصب رئيس
الهيئة المصرية العامة للكتاب. يوصف صلاح عبد الصبور بأنه رائد
الشعر الحر (الشعر الحديث)، ليخرج بذلك عن التقليد الذى كان متبعاً
فى الشعر ليس هذا فحسب فقد أدخل هذا النمط الشعرى إلى المسرح
الشعرى.
- من مؤلفاته الفنية:
أ- المسرحيات:
- "مسافر ليل" هى مسرحية شعرية عبثية عُرضت عام 1969 والتى
تتحدث عن مسرح العبث وتصويره للوجود وقسوته.
- "ليلى والمجنون" عام 1971.
ب- الشعر:
- "الناس فى بلادى" عام 1957،
أول ديوان شعرى.
- "أحلام الفارس القديم" عام 1964.
- "شجر الليل" عام 1973.
ج- الأعمال النثرية:
- حياتى فى الشعر.
- رحلة الضمير المصرى.
- أصوات العصر.
- توفيق الحكيم:
توفيق إسماعيل الحكيم أديب مصرى ولد فى 9 أكتوبر فى
قرية بمحافظة البحيرة عام 1898 وتوفى فى 26 يوليو عام 1987، والده
مصرى الجنسية لكنه ريفى من أثرياء الفلاحين أما أمه فكانت تركية
ارستقراطية.
وهو من الأسماء اللامعة فى سماء الأدب العربى الحديث وليس المصرى
فقط، كان يوصف الحكيم بأنه رائد المسرح الذهنى حيث كانت تتميز
مسرحياته بوجود الكثير من الدلائل والرموز لتقديم رؤية نقدية
للحياة والمجتمع، لذا كان دائماً يشير إلى صعوبة تجسيد مسرحياته
وتمثيلها على خشبة المسرح ولم يجد طريقة لنقل أعماله للناس سوى من
خلال المطبعة والكتب.
انتهى من تعليمه الابتدائى بمدرسة دمنهور الابتدائية عام 1915، ثم
التحق بمدرسة حكومية بمحافظة البحيرة لينهى دراسته الثانوية لينتقل
بعدها إلى القاهرة مع أعمامه وهناك بدأ يهتم بالفنون من الموسيقى
والتمثيل وأخذ يتردد على فرقة جورج أبيض.
شارك توفيق الحكيم مع أعمامه فى ثورة 1919، وتم اعتقاله وسجنه بسجن
القلعة إلا أنه أُفرج عنه ليكمل دراسته ليحصل على شهادة البكالوريا
عام 1921 ليلتحق بكلية الحقوق رغبة من أبيه فى ذلك ليتخرج منها عام
1925، ثم سافر فى بعثة إلى باريس من أجل الحصول على شهادة
الدكتوراه فى الحقوق من عام 1925 إلى عام 1928، إلا أنه اجتذبه
الإطلاع على الأدب العالمى واليونانى والفرنسى فاستدعاه أبوه
للرجوع من باريس إلى مصر دون أن يحصل على الدكتوراه.
من الوظائف التى التحق بها توفيق الحكيم: وكيلاً للنائب العام فى
المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم فى المحاكم الأهلية سنة 1930،
مفتشاً للتحقيقات فى وزارة المعارف عام 1934، ثم غير وظيفته لتتصل
بالفن والمسرح حيث نُقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة
عام 1937 .. وانتخب عضواً بمجمع اللغة العربية عام 1954 وغيرها من
المناصب الإدارية والاستشارية العليا.
- من أعمال توفيق الحكيم الهامة:
- "أهل الكهف"، مسرحية عام 1933.
- "شهرزاد"، مسرحية عام 1934.
- "عودة الروح"، رواية عام 1933.
- "يوميات نائب فى الأرياف"، رواية عام 1937.
- "عدالة وفن"، قصص عام 1953.
وكل الأعمال السابقة تم ترجمتها إلى العديد من اللغات.
* مسرحية "يا طالع الشجرة" لتوفيق الحكيم:
مسرحية "يا طالع الشجرة" لتوفيق
الحكيم هى إحدى رموز العبثية فى الأدب العربى عامة وفى
الأدب المصرى خاصة، وقد نُشرت هذه المسرحية عام 1962.
ومسرحية " يا طالع الشجرة" هى من أولى المسرحيات (بالإضافة إلى
غيرها من المسرحيات التى تم ترجمتها إلى العربية) التى قدمت صورة
مفسرة عن مسرح العبث أو الحركة العبثية التى وصفها العديد بأنها
حركة جديدة على العالم العربى الأدبى .. فى حين أنه قد ظهرت حركات
مماثلة عند العرب منذ أكثر من عشرين عاماً غير أنها لم تلق
اهتماماً آنذاك.
- شخصيات ورموز "يا طالع الشجرة":
- بهادر: الشخص الذى يقوم بدور الزوجة لـ"بهانة" وهو مفتش قطار
متقاعد.
- بهانة: زوجة "بهادر" وهو الزوج الثانى لها.
- الشيخة الخضراء: وهى السحلية التى يهتم بها الزوج "بهادر" طوال
أحداث المسرحية وقد أطلق عليها اسم "الشيخة الخضراء" حيث تعكس
دلالات غير مباشرة.
- شجرة البرتقال: المزروعة فى حديقة منزل الزوجين "بهادر"
و"بهانة"، والتى يهتم بها الزوج اهتمام بالغ أكثر من زوجته مثل
اهتمامه بالسحلية تماماً.
- زوج "بهانة" الأول: لم يظهر فى أحداث المسرحية.
- الخادمة: خادمة منزل الزوجين "بهانة" و"بهادر".
- المحقق: هو ذلك الشخص الذى يتولى التحقيق مع الزوج "بهادر" عند
اختفاء الزوجة "بهانة" الذى يتهمه بقتلها.
- الدرويش: الذى يتنبأ بما سيحدث للزوج "بهادر".
- الحفار: الذى يقوم بالحفر حول شجرة البرتقال بحثاً عن جثة الزوجة "بهانة".
- ملخص مسرحية "يا طالع الشجرة":
ملحوظة:
مسرحية "يا طالع الشجرة" لتوفيق الحكيم هى مسرحية بلا
فصول ولكن على جزأين، وتتداخل فيها الأزمنة والأماكن
والحوار حيث تبدو وكأنها غير مفهومة
1- الجزء الأول:
تدور أحداث المسرحية حول الزوجين "بهادر" الزوج و"بهانة" الزوجة
اللذان يعيشان فى بيتاً له حديقة صغيرة بها شجرة برتقال تثمر
وتتساقط ثمارها وتوجد تحتها سحلية وكلاً من الشجرة والسحلية يمثلان
محور اهتمام الزوج "بهادر" البالغ بهما طوال أحداث المسرحية ليس فى
تصرفاته فقط بل فى كلامه أيضاً والذى لم يكون نفس الحال (الاهتمام)
مع زوجته. وتظهر الزوجة "بهانة" والتى لها اهتماماتها أيضاً وهو
حلمها بأن تضع بنتاً تسميها "بهية" بعد أن طلب منه زوجها السابق
إجهاض نفسها فى حملها الأول لأنه لم يريد أطفال بسبب الفقر لكنها
لم تحمل مرة أخرى .. وعلى الرغم من أن لكل واحد اهتمام خاص به إلا
أنهما يعيشان على وفاق وتفاهم.
وذات يوم خرجت "بهانة" للسوق لتشترى خيطاً من أجل ان تحيك ثوباً
لابنتها التى تريد أن تنجبها، لم تعود وتغيبت لمدة ثلاثة أيام
وأصبحت هناك شكوك حول مقتلها.
ثم تظهر شخصية المحقق الذى يبحث فى سر اختفاء الزوجة حيث يبدأ
بالتحقيق مع الزوج الذى ينصب كل كلامه واهتمامه على السحلية التى
يسميها بـ"الشيخة الخضراء" الذى يتحدث عن اختفائها - أثناء تحدث
المحقق معه عن اختفاء زوجته "بهانة"- وأنه فكر فى قتلها حيث تتشابك
الألفاظ والمعانى مما يدفع المحقق فى توجيه تهمة قتل زوجته بدلاً
من السحلية، إلا أن الزوج يحاول فيما بعد أن ينفى التهمة عنه ..
ويستمر الحديث هكذا بين المحقق والزوج بينما يحدثه المحقق عن
الزوجة يحدثه الزوج عن السحلية حيث تختلط الأمور ويظن المحقق أن
الحديث عن الزوجة ولا يفهم من الزوج شىء.
ويظهر تداخل آخر ليس فى الألفاظ فقط، هذا التداخل متمثل فى أداء
شخصيات المسرحية دورين فى نفس الوقت حيث نجد الزوج "بهادر" يظهر
بزيه فى مكان آخر وكأنه مفتش قطار سابق وهو يتشاجر مع مساعده الذى
لم يتخذ الإجراءات اللازمة مع درويش يركب القطار ولم يقم بدفع ثمن
التذكرة والتى تُعرض صورته بعد ذلك أثناء محاسبته .. وأثناء ذلك
يسمع صفير القطار وغناء الصبية:
يا طالع الشجرة هات لى معاك بقرة
تحلب وتسقينى بالملعقة الصينى
ثم يظهر الدرويش وكأنه يتحدث عن أشياء ستحدث بأن "بهادر" سيقوم
بقتل زوجته ويجعلها سماد لشجرة البرتقال التى يهتم بها فى حديقته
الصغيرة لكى تطرح أربعة أنواع من الثمار: البرتقال فى الشتاء
والمشمش فى الربيع والتين فى الصيف والرمان فى الخريف .. وحينها
يظهر "بهادر" وهو يذهب للشرطة لتأكيد التهمة عليه.
2- الجزء الثانى:
تدور أحداث الجزء الثانى من المسرحية على النحو التالى: يقوم حفار
بالحفر حول الشجرة البرتقال فى حديقة الزوج "بهادر" للتأكد من وجود
جثة الزوجة المتهم بقتلها، إلا أنه فى هذه الأثناء تظهر الزوجة "بهانة" ويُحرر "بهادر" من التهمة" ويعود بعد ذلك إلى منزله، لكنه
يقوم بسؤال الزوجة عن أسباب اختفائها على مدار الثلاثة أيام لكنها
لا تخبره. ويستطرد فى طرح السؤال مرة أخرى ولكن من خلال إخبارها
بأسماء بعض الأماكن التى من الممكن أن تكون ذهبت إليها وكانت
إجاباتها كلها بالنفى مما جعله يثور ويغضب وقام بخنقها حتى الموت!
وفكر فى تسليم نفسه للشرطة إلا أن الدرويش يظهر له مرة أخرى ليخبره
بأن هذا هو ما تنبأ به من قبل له، وقال له أن القانون لن يحاسبه
لأنه سيقدم شيئاً مفيداً وهو إثمار الشجرة فى الفصول الأربعة. ثم
تأتى المفاجأة باختفاء جثة الزوجة ويحل محلها فى الحفرة السحلية
التى ماتت أيضاً .. لتنتهى المسرحية والقصة بصفير القطار مرة أخرى
وغناء الصبية بنفس الأغنية:
يا طالع الشجرة هات لى معاك بقرة
تحلب وتسقينى بالملعقة الصينى
- سمات المسرح العبثى فى مسرحية "يا طالع الشجرة":
بالرغم من أن كثير من النقاد ينسبون مسرحية "يا طالع الشجرة"
لتوفيق الحكيم إلى مسرح الرمزية أو الحلم وأنها ليست مسرحية تنتمى
إلى العبث .. إلا أنه تتوافر فيها سمات المسرح العبثى، ومنها:
1- رسالة المسرحية المتمثلة فى لغة اللامعقول التى قدمتها الأغنية: "يا طالع الشجرة .. هات لى معاك بقرة" فمن غير المعقول أن يكون فوق
الشجرة بقرة، وهذا يشير إلى الحلم الذى نقول ونرى فيه أشياء غريبة
لكنها ذات معنى ومغزى وهو حلم الفقير بأن يجد الطعام الذى يكفل له
الاستمرار فى الحياة.
ولغة اللامعقول متمثلة أيضاً فى أن الكل يتحدث على هواه فالزوج
مهتم بالشجرة والسحلية أما الزوجة فهى تحلم بإنجاب بنت بعد أن
أُجهضت فى حملها الأول، فكل واحد يتحدث عن الشىء الذى يخصه وهذا هو
حال الدنيا فكل واحد يهتم بنفسه دون الاهتمام بمشاعر الآخرين، كما
تعكس حقيقة العصر الذى يحياه الفرد وهو انشغاله بهمومه الخاصة التى
تمنعه من التجاوب مع الآخرين.
2- غياب اللغة أداة التواصل بين لبشر والتى تظهر بين شخصيات
المسرحية، حيث يهتم الزوج بشجرته والسحلية بينما تتحدث الزوجة عن
ابنتها التى أسقطتها، وفس الحال فى الحوار الذى يدور بين المحقق
الذى يتحدث عن زوجة "بهادر" وبين "بهادر" الذى يتحدث عن السحلية "الشيخة الخضراء".
- المحقق: "فكرة القتل إذن خطرت على بالك؟!"
- الزوج: "فعلاً .."
- المحقق: "وبأى شىء كنت ستنفذ القتل؟
- الزوج: "قتل من؟ .. زوجتى؟!"
- المحقق: "" زوجتك؟ .. أنا ذكرت زوجتك؟ .. آه .. فليكن! .. زوجتك
إذن .. نعم زوجتك؟
- الزوج: "ولكن الحديث كان عن السحلية .."
3- غياب الزمان والمكان حيث يظهر الزوج البطل كما سبق وأن أشرنا فى
زمانين ومكانين الحاضر وهو مع محقق وفى الماضى فى القطار واسترجاع
وظيفته كمفتش قطار.
4- الشخصيات نمطية لا فردية حيث تجسد مواقف إنسانية.
5- شعور الزوجين بالعزلة والغربة، حيث لا توجد شخصيات طوال أحداث
المسرحية.
6- خلو الحياة من الهدف متمثل فى رتابة ما يفعله الزوجين.
7- كما تعكس المسرحية الفكرة الأساسية لعبث الحياة بأنها زائلة ولا
يوجد أى شىء فى الكون باقى على الإطلاق، ويتمثل ذلك فى اختفاء جثة
الزوجة بعد قتلها وموت السحلية بلا مبرر.
فالدراما العبثية ليست للتسلية كما يظن البعض، بينما تتناول الكون
والطبيعة لتشغل بال الإنسان. كما أنها تعكس الأحداث التى تلغى
العقل والمنطق وتسيطر عليها الغرابة بل والفوضى والاضطراب أو الجنون
فى بعض الأحيان.
* شخصيات هامة ومصطلحات:
- مارتن إسلين (Martin Esslin):
ناقد مسرحى وُلد فى "بودابست" بالمجر فى 6 يونيو عام 1918، ثم
انتقل إلى فيينا مع عائلته فى سن صغيرة ونشأ هناك حيث حصل على
شهادته فى اللغة الانجليزية والفلسفة بجامعة فيينا.
وقد
درس الإخراج بالمثل، لكنه فى عام 1938 وهو بصدد بداياته لامتهان
العمل المسرحى أجبره الاحتلال النازى على النمسا بالفرار من البلاد
وقضى عاماًَ فى "بروكسل" قبل تحركه إلى إنجلترا حيث أصبح هناك
كاتباً للسيناريو ومخرج لمحطة الـ"بى.بى.سى" الشهيرة.
ترقى "إسلين"
ليصبح بعد ذلك رئيساً للدراما الإذاعية، وفى خلال الستينات حقق حلم
المسرح القومى بدلاً من أن يكون مجرد خيال حيث قامت إذاعة
الـ"بى.بى.سى" بإنتاج العديد من المسرحيات الإذاعية وكان العديد
منها أيضاً ينتمى إلى كتاب أجانب وقام "إسلين"
وفريق عمله بترجمتها إلى الإنجليزية. وعلى الرغم من مساهماته التى
لها علامة بارزة فى الدراما الحديثة، فقد ذاع صيته عن كتابه "مسرح
العبث/Theatre of The Absurd"
عام 1962، والذى جاء متزامناً مع انتشار أعمال بعضاً من كتاب
المسرح مثل "صمويل بيكيت"، "يوجين يونسكو" و"هارولد بنتر". وفى
مقدمة له عن الدراما العبثية، قام "إسلين"
بكتابة التالى فى عام 1965:
"يهاجم مسرح العبث حقائق الأرثوذكية السياسية والدينية، ويهدف إلى
توجيه الصدمة لمتفرجيه بعيداً عن حالة الرضاء .. وذلك بجعلهم وجهاً
لوجه فى مقابل الحقائق القاسية للموقف البشرى كيفما يراه كتابه.
والتحدى المقدم ما هو إلا اليأس والإحباط فقط. إنه تحدى لكى يُقبل
الوضع البشرى كما هو بكل ما فيه من يأس وعبثية، وأن يتم تحمله
بكرامة ومسئولية لأنه لا توجد حلول بسيطة للغموض الوجودى، فالإنسان
فى النهاية هو وحيد فى عالم بلا معنى والوصول إلى حلول بسيطة أو
تحليلات مريحة أمراً مؤلماً لكنه مع ذلك يترك إحساس بالحرية وتنفس
الصعداء .. ولهذا وفى الملاذ الأخير فإن مسرح العبث لا يستقطب دموع
اليأس وإنما ضحكات الليبرالية"
ومن أعمال "إسلين" المتمثلة فى الكتب:
- اختيار الشر/A choice of Evils
عام 1959.
- تشريح الدراما/The Anatomy of Drama
عام 1965.
- عمل هارولد بنتر/The Work of Harold Pinter
عام 1970.
- أرتود/Artaud
عام 1976.
- عهد التليفزيون/The Age of Television
عام 1981.
كما كان كاتباً للمقالات وناقد، وقد توفى "إسلين" فى 24 فبراير عام
2002 فى لندن بعد صراع طويل مع مرض الشلل الرعاش
(المزيد)
عن عمر يناهز 83 عاماً.
- ألبير كامو (Albert Camus):
كاتب
قصة فرنسى، وكاتب مقال ومسرحيات وُلد بالجزائر فى عام 1913. حصل
على جائزة نوبل فى الأدب عام 1957، وكان على صلة وثيقة بأتباعه
الوجوديين مثل "جان بول سارتر/Jean Paul
Sarttre"
لكنه انفصل عنه لتأيده لسياسة "ستانلى".
توفى "كامو" عن عمر يناهز 46 عاماً فى حادث سيارة بفرنسا عام 1960.
من أشهر قصصه "الغريب/The Stranger"
عام 1942، و"الطاعون/The Plague"
فى عام 1947.
"الأم ماتت اليوم أو ربما أمس لا أعرف، فقد وصلنى تلغراف من
المنزل مكتوب فيه الأم ماتت والجنازة غداً .. هذا لا يعنى أى شىء
فربما يكون قد حدث بالأمس" .. عبارات من قصة الغريب (The
stranger).
وقصة الغريب هذه تعتبر ثانى القصص التى ذاع صيتها والتى عكست فى
نفس الوقت مدى مهارة "كامو" فى الكتابة .. كانت تقصها شخصية تتسم
بالكآبة (Mersault)،
وهو رجل دين الذى كان يبدو بدون مشاعر يقضى النصف الأخير من اليوم
فى ممارسة الحب وفى مشاهدة السينما.
ينتمى "كامو" إلى عائلة من الطبقة العاملة وكان أبوه يعمل مزارعاً
ومات فى عام 1914 إثر إصابته بجروح فى معركة (Marne)
وكان حينها يبلغ "كامو" من العمر أقل من عاماً، أما أمه فكانت
عاملة نظافة تنتمى إلى عائلة أسبانية الأصل وأثناء الحرب العالمية
عملت فى مصنع وكانت لا تسمع بشكل جزئى لكن "كامو" كان يحبها حباً
جماً.
فى عام 1923، فاز "كامو" بمنحة دراسية فى "الليسيه" بالجزائر والذى
درس بها من عام 1924 حتى عام 1932. وقد أصيب "كامو" بالسل الذى وضع
نهاية لنشاطه الرياضى. قام "كامو" بالعمل فى العديد من الوظائف
بالجزائر ما بين 1935 – 1939 .. كما انضم للحزب الاشتراكى لكن شغفه
بأعمال "ماركس وإنجلز" كان سطحياً نوعاً ما.
فى عام 1936، حصل على دبلومة الدراسات العليا من جامعة الجزائر فى
الفلسفة. كان أول كتاب له فى عام 1937 (المكان والزمان/(L’Enverset
et L’Endroit
وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التى كتبها فى عمر العشرين
وأهداها إلى معلمه فى الفلسفة (Jean
Grenier).
وفى هذه الأثناء بدأ يذيع صيت "كامو" فى الجزائر بوصفه كاتب مبدع
.. كما كان نشيطاً فى المسرح بالمثل. فى عام 1938، انتقل "كامو"
إلى فرنسا وفى العام الذى تلاه طلق زوجته الأولى (Simone Hie) لأنها كانت مدمنة للمورفين. فى عام 1940 تزوج (Francine Faure)
التى كانت عازفة بيانو. من عام 1938 – 1940 قام بنقد كتاب "سارتر"
مع فريق عمل آخر.
- صمويل بيكيت (1906 – 1989) Samuel Beckett:
يعتبر
أشهر من كتبوا للمسرح العبثي متمثلاً فى عمله الأدبي "فى انتظار
جودو / Waiting for
Godot"، حيث ركزت أعماله المسرحية على موضوع عدم جدوى أفعال الإنسان وفشل
السباق البشرى فى إيجاد التواصل فيه. ينتمي "بيكيت" إلى عائلة
أيرلندية وقد وُلد فى 13 أبريل عام 1906 يوم الجمعة، وكانت نشأته
طبيعية فى عائلة ذات طبقة مالية متوسطة وكان متفوقاً فى الدراسة
وفى لعبة
الكروكيه. التحق "بيكيت" بجامعة "دوبلن" بأيرلندا حيث حصل على درجة الماجستير
فى اللغات الحديثة، ثم قام بالسفر لاكتشاف أجزاء من أوربا وبعدها
استقر فى باريس وتقابل مع الكاتب (James Joyce)
.. وكان هذا هو بداية تعرضه للحياة الأدبية ودافعه للخوض فى نشر
الآثار الأدبية، ودارت المناقشات بينه وبين "جويس" فى صمت فى
الثلاثينات والأربعينات. أصدر "بيكيت" العديد من الأعمال فى صورة
مقالات، قصص قصيرة، شعر وروايات .. ولاحظ القليل جداً من الأشخاص
أعماله. وكان عدد المبيعات لقصته المترجمة إلى الفرنسية (Murphy)
حوالي (95) نسخة فقط على مدار أربع سنوات.
أما الشهرة الحقيقة له فقد جاءت فى الخمسينات عندما نُشرت له ثلاث
قصص بالإضافة إلى مسرحيته الشهيرة "فى انتظار جودو"، وهذه المسرحية
تعتبر بالمثل من أشهر المسرحيات العبثية على الإطلاق حتى وقتنا
هذا، وكانت شخصيات المسرحية عبثية كاريكاتورية تعانى من افتقاد
وسيلة التواصل فيما بينها من خلال أحداث المسرحية، واللغة
المستخدمة ساخرة فى كثير من الأحيان .. ونجد أن المسرحية انتهت من
حيث بدأت ولم يوجد شيء تغير فى حبكتها من البداية حتى النهاية.
- آرثر آداموف (Arthur Adamov):
وُلد
فى 23 أغسطس عام 1908 بروسيا، وكان ينتمى إلى عائلة أمريكية غنية
والتى قد فقدت ثروتها. فى عام 1924 تعلم اللغة الفرنسية كلغة أولى
ثم انتقل إلى باريس، فى عام 1947 بدأ فى كتابة المسرحيات بعد الحرب
العالمية الثانية وكانت أولها (المحاكاة الساخرة / La
Parodie).
فى عام 1953 كتب أشهر أعماله (الأستاذ تارامى/ Le
Professeur Tarame)،
وتوفى "آداموف" فى عام 1970 عن عمر يناهز 61 عاماً.
- جين جينيت (Jean Genet):
كاتب قصصى فرنسى وكاتب مسرحيات وشاعر بالمثل، وُلد فى باريس فى 19
ديسمبر عام 1910. وقد تركه والديه لذا قضى معظم أيام شبابه فى
مؤسسة لرعاية الأحداث . وفى سن العاشرة تم اتهامه بالسرقة وعلى
الرغم من تبرئته من التهمة المنسوبة إليه إلا أنه لُقب "بالسارق"
ممن يحيطون به وقد عبر عن ذلك بقوله "إننى أتبرأ من العالم الذى
تبرأ منى"
ما
بين 1930 – 1940، قام بالتجوال فى العديد من الدول الأوربية وعاش
حياته "كلص" وممارس للدعارة.
فى عام 1943 تم سجنه لفعل السرقة وآنذاك بدأ فى كتاباته التى عكست
نفسيته المحطمة وعبرت عن يأسه وإيمانه بوحدة الإنسان فى هذه
الدنيا، فكانت تدور قصص أعماله عن الخبرات التى مر بها من ممارسة
الدعارة .. السرقة .. القتل أو الظلم وحب السيطرة.
وبجانب مسرحياته المتعددة التى قام بكتاباتها أثناء تواجده فى
السجن والتى تعتبر صورة لما عانى منه وعاشه وراء القضبان فقد قام
بكتابة قصص وسيناريوهات الألام، بالإضافة إلى إخراجه فيلم صامت
يحمل عنوان "أغنية الحب / Un Chant D’Amour"
فى عام 1949.
توفى "جينيت" فى باريس ى 5 أبريل عام 1986.
من أعماله المسرحية:
- مراقبة الموت / Deathwatch
وهى أول تجربة درامية له.
- السواد / The Blacks.
- الخادمات / The Maids.
- البلكون/ The Balcony.
- هارولد بنتر (Harold Pinter):
على
الرغم من أن "صمويل بيكيت" و"يوجين يونسكو" من أشهر كتاب المسرح
العبثى، فإن "هارولد بنتر" انضم إليهم ليكون أحد الرواد الإنجليز
فى هذا النوع المسرحى بالمثل. وفى مسرحياته نجد أن "بنتر" لم يلتفت
إلى تقديم تفسير لكيفية حدوث الأشياء، وعلاوة على ذلك فالوجودية فى
مسرحه تتسم بالواقعية إلى حد يفوق تناول كلاً من "يونسكو وبيكيت"
لها. وقد بدأ حياته المسرحية كممثل والتحق بـ"الأكاديمية الملكية
للفنون الدرامية و"المدرسة المركزية للخطاب والدراما"، ثم وجد
لنفسه مجالاً فى العمل التمثيلى وظل كذلك (ممثلاً) حتى باح بفكرة
لمسرحية لصديق له فى جامعة "بريستول، وأصبح صديقه هذا مهتماً
بفكرته التى عرضها عليه وطلب منه على الفور القيام بكتابة
السيناريو فى خلال أسبوع الأمر الذى أضحك "بنتر". لكنه بالفعل
انتهى من كتابة السيناريو فى خلال أسبوع لمسرحية "الغرفة / The
room"
وأعطاها لصديقه، وتم تمثيلها فى مايو عام 1957 .. ومن هنا بدء عمله
الجديد ككاتب ومؤلف وتوالت المسرحيات وأصبح له صيت ذائع فى الكتابة
والإخراج والتمثيل.
من أعماله المسرحية التى نالت شهرة أيضاً "النادل الأبكم / The
dumb waiter"
فى عام 1957 و"لغة الجبال / Mountain Language"
فى عام 1988.
وقد حصل "بنتر" على جائزة نوبل فى الأدب عام 2005.
- أبولينير (Guillaume Apollinaire):
شاعر فرنسى وكاتب وناقد فنى وُلد فى إيطاليا فى 26 أغسطس عام 1880،
وتوفى فى 9 نوفمبر عام 1918. وكانت من كتاباته السيريالية مسرحية
(Les Mamelles de Tiresias)،
وبعد عامين من إصابته فى الحرب العالمية الأولى مات عن عمر يناهز
38 عاماً إثر إصابته بوباء
الأنفلونز
الأسبانية.
المزيد عن الأنفلونزا الموسمية ..
المزيد عن أنفلونزا الطيور ..
المزيد
عن نزلات البرد الشائعة ..
- السيريالية/المدرسة السيرايالية أو
الفواقعية (Surrealism):
مذهب فرنسى نشأ فى فرنسا، وازدهر فى العقدين الثانى والثالث من
القرن العشرين، وهو مذهب فى الفن والأدب.
اهتمت السيريالية بالخروج عن مبادىء الرسم التقليدية واهتمت
بالمضمون وليس الشكل، لذا تبدو اللوحات والأعمال الفنية معقدة
ورمزية تحتاج إلى جمهور متذوق له خبراته لترجمتها، كما تعكس
المدرسة السيريالية الخيالات وسيطرة الأحلام.
-
أنتونين آرتو (Antonin Artaud):
اسمه الأصلى (Antoine Marie Joseph Artaud)،
وُلد فى 4 سبتمبر عام 1896، فى مارسيليا ومات فى 4 مارس عام 1948
فى باريس. وكان كاتب مسرحى فرنسى وشاعر وممثل ومخرج بالمثل.
- أندريه بريتون (Andre Breton):
كاتب
وشاعر فرنسى، ومن رواد السيريالية حيث عُرف عنه أنه المؤسس الرئيسى
للسيريالية. وُلد فى 19 فبراير عام 1896 وتوفى فى 28 سبتمبر عام
1966.
من أعماله الأدبية:
- المجالات المغناطيسية (Les Champs Magnetiques)
فى عام 1920.
- الهواء والماء (l'Air et L'Eau)
فى عام 1934.
- ما هى السيريالية (Qu'est-ce le que le Surrealisme)
فى عام 1934.
- الحب المجنون (L'Amour Fou)
فى عام 1937.
- الفن السحرى (L'Art Magique)
فى عام 1957.
- ماكس رينهاردت (Max Reinhardt):
فى
الفترة من 9 سبتمبر عام 1873 حتى 30 أكتوبر عام 1943 وتوفى فى
مدينة "نيويورك"، هو استرالي الأصل وحصل على الجنسية الأمريكية عام
1940. كان يعمل مخرجاً للسينما والمسرح وممثل فى نفس الوقت،
بالإضافة إلى توليه إدارة المسرح الألمانى فى برلين فى الفترة ما
بين 1905 - 1930 ومسرح "Der Josefstadt"
نسبة إلى مدينة بفيينا فى الفترة ما بين 1924 - 1933. وقد أحدث "رينهاردت" تغييراً كبيراً فى الأساليب المستخدمة على خشبة المسرح
من الموسيقى واللغة
وتصميم خشبة المسرح نفسها وغيرها من التقنيات الحديثة.
من أعماله الفنية:
- المعجزة (The Miracle)
فى عام 1924 وشارك فى كتابة العمل وقام بإخراجه.
- حلم ليلة منتصف الصيف (A Midsummer Night's Dream)
فى عام 1927 وكان منتجاً لهذا العمل.
- الأبناء والجنود (Sons and Soldiers)
فى عام 1943 وشارك فيه بالإنتاج والإخراج.
من أشهر كتاب المسرح العبثى "يوجين يونسكو" ومسرحيته "ماكبت" ..
المزيد
الفنون على صفحات موقع فيدو |